مًجتمعٍ جِنونً | للفخآمة عنوآن ♤
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عآم
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

  { الليلة الاخيرة } ... بقلمي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
younes zit

avatar


عدد المساهمات : 170
تاريخ التسجيل : 06/07/2014

 { الليلة الاخيرة } ... بقلمي	 Empty
مُساهمةموضوع: { الليلة الاخيرة } ... بقلمي     { الليلة الاخيرة } ... بقلمي	 Emptyالثلاثاء يوليو 22, 2014 8:47 pm

الليلة الاخيرة 
 
عندما يضيع منا حلما جميلا وتحل محله قسوة النكران لا ندري بأي طريقة نخلعه من أنفسنا ، وحين تتجّذر في النفس خيوط الضياع تشدنا الى أعماق سحيقة من عتم الروح ، حيث نحاول التحايل على حقيقة الأمر الواقع بارتداء أقنعة تصورنا أننا الضحية ، لكن تبقى الحقيقة المطمورة في الأعماق تصدر سناها برغم الزيف الظاهر زبداً فوق ظهر الاحداث.
كانت نهاد تملك حلما جميلا أمسكت خيوطه وتحول الى واقع بين يديها.. حلما كانت تتمنى أن لا تفيق منه . لكن أخيرا أصبحت تخاف أن يضيع منها هذا الحلم و أن يصبح أمام أعينها كابوسا مخيفا ، هكذا كانت تحدث نفسها بعد ليلة ساهدة وتضاربات أفكارها بين قلق وحيرة ووساوس كيف سيكون رده على ما خطته أناملها في دفات سطور مجموعتها القصصية الأخيرة ، شعرت بثقل الأفكار كالمطارق تدق في رأسها ، نهضت من فراشها وحاولت أن تنفض غبار النعاس الجاثم فوق جفنيها... تناولت فنجان قهوتها الصباحية ابتدأت أول رشفة ، حين وقعت عينيها على العدد الجديد من المجلة التي تعمل بها معه ، أخذت تقلب الصفحات بيد مرتجفة وكأن يدها تتشبث بالصفحات ولا تستطيع الإستقرار لشدة توترها ..أخذت تتابع بعينيها العناوين بنهم شديد وكأنها تريد أن تبتلع السطور لتحط بصرها على قصيدته الجديدة (الليلة الاخيرة) ، تسمرت عينيها وشهقت أنفاسها حتى بدأ صدرها يعلو ويهبط وتختلج فيه آلاف المشاعر والأحاسيس المتضاربة ، فبدت وكأنها تفور كمرجل سينفجر من الغيظ وهي تتابع أبيات القصيدة ،  حينها بدأت تنساب على وجنتها أنهار من الدموع، وتتساءل كيف سمحت له نفسه أن يكتب ما كتب ؟! 
دارت بها عقارب الزمن للوراء إلى ذاك اليوم الذي التقت فيه بخالد بعد أن تم نقلها لقسم التحرير حديثا مجبرة من قسم التحقيقات ، وبالرغم من إحباطها كانت تشعر بالفضول نحو عملها الجديد وزملاء العمل حينما التقت بخالد ذاك الشاب الوقور هادئ الطباع ذو النظرة العميقة فقد وجدت في نفسها فضولا مضاعفا اتجاهه، ولم تكن تدري لما أفكارها تسبح في محيطه؟! 
ألأنه مختلفُ عن البقية؟! أم لأنه شاعر وكاتب مرموق و رئيس تحرير قدير؟! جمعت عنه بعض المعلومات من هنا وهناك فوجدته إنساناً طيباً ذو منصب سامٍ وشخصية قوية ، والأفضل من ذلك يستطيع أن يدعم مركزها في العمل الجديد لتحقق طموحها . وحددت هدفها في شيئين: الوصول لخالد والترقية السريعة! بدأت تعتمل في رأسها خطة تمكنها من التقرب اليه اكثر فأكثر.. أصبحت تجتهد في العمل معه ، تتحين الفرص لتتجاذب معه أطراف الحديث تنتقي الكلمات بعناية، تضع الزهور على مكتبه، أصبحت تتغير من أجله وتبتعد عن شلتها القديمة لتجاري ذوق خالد وأطباعه وتظهر الى جانبه في الاجتماعات والمناسبات، وكان هدفها أن تزيح من طريقها ايَّ واحدة تقترب من خالد حتى يكتمل نسج شبكة خيوطها حوله. 
تجاذب قطبيهما أكثر وازداد الجذب بينهما وأصبحت عرى الثقة بينهما أشد إحكاما ، فنبت في قلبه شعور رقيق انغرست بذوره في داخل اعماقه إعجابا بشخص نهاد ، لأنها كانت تمتلك شخصية قوية تضج بالحيوية والنشاط ، وسهرها بالاهتمام به حيث كان لها يد الفضل في تحويله من الشعر الحر الى كتابة الشعر العمودي .. 
وهكذا أصبحا يلتقيان كلما لاح لهما بارقة للقاء ، في العمل وخارج اوقاته ، يتحدثان يتبادلان همومهما ومشاكلهما ، عاشا ربيعاً من السعادة تفجرت انهاره عذوبة بين ضحكات وهمسات وصور وذكريات لاتنسى حتى أصبحا مضرب المثل للعاشقين.. 
سرى الحب في اوردتهما مسرى الدم و مع مرور الزمن أصبحا لا يستطيعان الإستغناء عن بعضهما ازداد  تقرباً منها فازدادت به تعلقا تأمر فيلبي لها كل ما تشاء وكثيرا ما كانت مصدر إلهامه في كتابة أشعاره .
 إلى أن جاء اليوم الذي هبت به الرياح بما لاتشتهي السفن فسوّل لها كبرياؤها بعد أن تيقنت أنها امتلكته وأنه أصبح لعبة في يديها أن ترسمه في قصصها هامشاً في حياتها ، قد ملت قراءته ، وبأن جذوة مشاعرها نحوه انطفأت أضحت فتورا بعد توهج ولم تعد ترغب به ..! وكانت تلبس قناع السخرية من حبه كلما التقت به ... ولم تكن تدري انها سوف تقتل الحلم الذي طالما  حلمت بالتحليق بأجنحته ، وناضلت من أجله لتشرق بسمائها شمسه ، وراهنت على امتلاكه بكل الآمال.
 فبعد أن فشلت في فرض أسوار حصارها التام حول قلبه ، أعمتها الغيرة وغلبها صلف الكبرياء ، فباتت تصور حبها له مجرد نفاق و مسرحية لعبتها باقتدار عليه! 
نزل كلامها زلزالامدوياً فوق رأس خالد الذي ما رضخ يوماً لقيود غيرتها ، فأصبح اليوم يطلب سلوته بعيدا عنها . لم يكن يصدق يوما أن يكون ضحيةً لحب كاذب ، و لم يكن يتصور أنه يعيش مسرحية لحب زائف كانت هي بطلتها  وكان هو العاشق المخدوع فيها ... 
أصاب شعوره الوجوم ، وخيم الصمت الممزوج بخيبة الأمل عليه ، فلم يكن ما وهبها إياه إحساسا عابرا تركه اسم مسافر في سجل أيامها ، بل كان ما منحه لها حباً نقياً ينبض بنبض الحياة في عروقه . 
إعتصم بسلاحه الوحيد قلمه الشفاف وإحساسه النازف بالخيبة، وشرعت أنامله تطعن الورق بأبيات تئن حزناً تنعى حباً كان وهجاً فخبا نوره ، واختنق بهواجس الظنون ، فتجسدت بين أنامله قصيدة  {الليلة الاخيرة } ، أفرغ بها ما امتزج به من مشاعر  عن ماض يراه يندحر أمامه بخطى وئيدة . 

سلم القصيدة لتنشر صباحاً في المجلة ، لتجد نهاد هديتها الأخيرة بانتظارها ، يتبرأ فيها من علاقة مزيفة كلفته أكثر من عام قدم فيها من المشاعرالشيء الكثير  .

جلست هي تتأمل غلاف مجموعتها القصصية بإعجاب كبير مبتسمة تشعر بلذة النصر، فقد شعرت بأنها سجلت عليه انتصاراً لقاء تمرده على رغباتها وعدم وقوفه الى جانبها في حربها مع الأخريات ، فكيف ينأى بجانبه عنها ولا يسير وفق إملاءات ظنونها ؟ فقد أضحت تحاسبه طوال الوقت لما يتحدث مع هذه ؟ ولما تلك قد راجعته ؟ ومن زارقصائده اليوم من القراء؟ ...سلسلة من الأسئلة أشعرته بأنه يكاد يختنق ، فأصبح ينأى بنفسه عن الجدل العقيم معها وتقديم فروض الإخلاص وإثباتات الولاء، فشعرت به في الفترة الأخيرة وقد بدأ يمل من خلافاته معها .
جلست  شاردة الذهن تفكر كيف أصبح يعاملها ببرود وهي تكاد تنفجر من الغيظ امامه؟ وكيف يتعمد تجنبها ؟ وبقيت تترقب  ردة فعله عندما يقرأ قصتها الاخيرة  . 

حين أفاقت صباحا ، وجدت المفاجأة بانتظارها حيث قرأت قصيدة خالد الليلة الاخيرة } في المجلة فكانت بمثابة الصفعة لأمانيها ، لأنها لم تكن تتوقع منه هذا التصرف . 
لم تدرِ بنفسها إلا وهي في أروقة المجلة ، تدور فاقدة الصواب ، تبحث عن خالد . توقفت أمام مكتبه فوجدته مغلقاً ، سألت عنه فقيل لها بأنه قد سافر وقد أخذ اجازة مفتوحة .هرعت إلى الهاتف ، وطلبت رقمه جاءها صوته هادئا بنبرته الواثقة ، وما ان سمعت صوته حتى سألته بصوت مختنق بين نشيج دموعها وزفرات انفاسها المتلاحقة ، عن سبب رحيله وما الداعي لكتابته لهذه القصيدة في هذا التوقيت بالذات ، وقد كان يسعيان للم شملهما ، وانتظرته كثيرا كي يرد عليها ، مرت الدقائق بينهما كأنها دهرا ، إستعادت فيها شريط ذكرياتهما بمزيد من الندم والألم ، فأجابها بنبرة الواثق: إعلمي يا نهاد أن هناك دائما ثمن لأخطائنا لكننا لانعي هذه الحقيقة إلا بعد فوات الأوان ، فنعض أصابعنا ندما على ما فعلناه . و اعلمي أن من يكفر بحبه لن يستحق أن ينعم تحت ظلاله ... !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
{ الليلة الاخيرة } ... بقلمي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الهجرة والأنين:بقلمي
»  ألم *بقلمي*
»  قلب يشتعل ( بقلمي )
»  اللحظة المجنونة (بقلمي)
»  الملاك صديقي ( بقلمي )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مًجتمعٍ جِنونً | للفخآمة عنوآن ♤ :: ~*¤ô§ô¤*~المنتديآت الأدبية~*¤ô§ô¤*~ :: قصصٌ منْ نوُر «●-
انتقل الى: