ماذا عن أبنائنا !
سمعت عن عزم حكومتهم على شن حرب ساحقة على الارهابيين تستأصلُ شأفتهم , توجست مخافة أن يكون ابنها ضمن الفرقة التي ستُرسلُ للقتال هناك , قالوا لها مُطَمئنين أنه يفتقد الخبرة اللازمة, لذلك على الأغلب لن يكون من المبتعثين
خاب ظنهم , و غادر حضن أمه المحترق فؤادُها , لانت مدامعها و ما حظي جوفها بلقمة لأيام من لوعة فراق الحبيب , واسوها و بشروها بأن الأمر أشبه برحلة صيد اذ أن كتائبهم مدججة بأسلحة فتاكة و ليس للبدو حيلة أمامها سوى بنادقٌ تقليدية
تهالكت أيام و القلب يهفو للقياه , في زخم الأخبار القادمة من هناك علمت بأنه حوكم بتهمة التهاون العسكري اذ أنه افتض بكارة صبية و لم يحترز من احتمال أن تكون مفخخة , لم يكن الخبر ذا وقع عليها ذلك أنه انتهى بخير فقد كانت العقوبة مجرد توبيخ و أما الفتاة فتقع خارج اهتمامات المنظمات النسائية و الانسانية
مضت شهور و أقبل الشتاء تزيد روحه من عمق وجعها , شاهدت في وسائل الاعلام غبارا شاهقا يلف القرى هناك , يوحي باشتداد أتون المعارك , غير أنها ارتاحت حينما أخبروها بأن ذلك هو نتيجة لارتطام القنابل الثقيلة التي تلقيها طائراتهم بالأرض
مات وليدها و توشحت رداء الحزن , و اختارت لنفسها عزلة لم تغادرها الا لتصبح ناشطة حقوقية تطالب بوقف حرب وحشية انتزعت منها فلذة كبدها
لم أجد لها عنوانا
---
دلفت الى غرفتها تحمل ملفات قالت الدكتورة المشرفة على رسالة تخرجها أنها ستضعها أمام صور العنف الذي ينهش جسد الأنوثة , شددت على ضرورة أن تقرأها بالتدرج الذي اختارته لها
الملف الأول أوغل في استعراض احصائيات حول التحرشات التي تلقاها النساء أثناء العمل و تعرضهن للابتزاز من الأرباب
أما الملف الثاني فقد سلط الضوء على شروط تفرضها بعض الشركات على العاملات , تقصير ملابس و تضييقها , منع الانجاب بحجة أن ذلك يعني دخولهن في عطلة طويلة تبدأ من ظهور أبسط تشوه في البطن و تنتهي بانتهاء فترة الأمومة
الملف الثالث تناول قضية تقنين الدعارة و استعمال فئة من النساء للموازاة بين كفتي الغريزة الجنسة و المصلحة المجتمعية , متغافلين أنهن لسن مجرد أجساد , هن أرواح تبحث عن بيئة تسمح بايناعهن
الملف الرابع كان معنونا ب--تشريح أخطر وسيلة تتهدد المرأة-- , الحجاب المأجج لغلمة المسلمين