[size=18]الناي السحري[/size]
[size=18]مرة، في بلد من البلدان،صنع رجل نايا فيه ميزة عجيبة،[/size]
[size=18]وهي أنه ما إن يسمع الناس صوت عزفه حتى يرقصوا[/size]
[size=18]كلهم. وفي يوم كان هناك رجل بحمار محمل بأطقم من الخزف الصيني-يمر مصادفة-بالمكان الذي يجلس فيه[/size]
[size=18]صاحب الناي الذي بدأ-بالمصادفة-يعزف عليه.[/size]
[size=18]صاحبُ الحمار، ومه حماره أخذا يرقصان دون توقف،وكثيرًا من قطع الصيني أخذت تتناثر حتى أنه في[/size]
[size=18]وقت قصير كانت كل قطع الصيني قد تكسرت وصارت "فتافيت"[/size]
[size=18]والرجل صاحب الصيني أخذ يصرُخ في الرجل صاحب الناي طالبًا منه أن يتوقف، لكن صاحب الناي أبعد نايه[/size]
[size=18]عن شفتيه فقط عندما لم تكن قطعة صيني واحدة قد[/size]
[size=18]بقيت سليمة.[/size]
[size=18]الرجل المسكين كاد يقتله الغيظ فذهب للقاضي يشكو[/size]
[size=18]له ما عمله الرجل صاحب الناي.[/size]
[size=18]استدعى القاضي عازف الناي ليُحقق معه... ولما حضر قال له القاضي:[/size]
[size=18]-أنت تسببت في كسر كل أطقم صيني هذا الرجل؟[/size]
[size=18]-ليس ذنبي،ياسيدي القاضي-أنا كنت فقط أعزفُ[/size]
[size=18]على نايي،وما إن مر عليَّ هذا الرجل بحماره حتى أخذا يرقصان.[/size]
[size=18]-هل تحملُ هذا الناي معك؟[/size]
[size=18]-نعم ياسيدي.[/size]
[size=18]-طيب اعزف.[/size]
[size=18]كان هذا طلب القاضي بينما كان مُسترخيًا وكسلاناً.[/size]
[size=18]أخرج عازف الناي نايه من جيبه وبدأ يعزف. وصاحب[/size]
[size=18]أطقم الصيني الذي كان مُستنداً بيديه على ظهر كرسي[/size]
[size=18]أمسك بالكرسي وراح يرقص[/size]
[size=18]أما القاضي، فقد بدأ يتراقص بجسمه ويطرقع بأصابعه بإيقاع مثل إيقاع الصاجات.[/size]
[size=18]أما أم القاضي، التي كانت في الحجرة المُقابلة ترقد[/size]
[size=18]كسيحة في سريرها،فقد نهضت وجاءت وهي ترقص[/size]
[size=18]مُصاحبة العزف بإيقاع تصفيقها وهي تغني:[/size]
[size=18]"سأغني وأرقص...[/size]
[size=18]سأغني وأرقص...[/size]
[size=18]من سبع سنوات لم أتحرك...[/size]
[size=18]من سبع سنوات لم أرقص...[/size]
[size=18]وهكذا انقلب مجلس القاضي إلى صالة رقص مرحة،[/size]
[size=18]نعم لقد حدث ذلك بالفعل، لأنه حتى الكراسي،ودوايات[/size]
[size=18]الحبر،وبقية قطع الأثاث كلها أخذت تتقافز وترقص.[/size]
[size=18]وبعد دقائق،طلب القاضي من صاحب الناي أن يتوقف[/size]
[size=18]عن العزف.وأطاعه صاحب الناي على الفور،وعلى[/size]
[size=18]الأخص،لما رأى صاحب أطقم الصيني مثل القاضي مثل[/size]
[size=18]أم القاضي.[/size]
[size=18]وبعدها قال لعازف الناي الشاب:[/size]
[size=18]-والآن يُمكنك أن تنصرف فلا ذنب لك في ما جرى،[/size]
[size=18]وبالتالي فلا عقوبة.ورأيي أن الرجل الذي يتوصل إلى[/size]
[size=18]شفاء أمي من مرض جعلها غير قادرة على الحركة على[/size]
[size=18]مدى سنين عديدة، هو بلا شك رجل خيّر.[/size]
وخرج عازف الناي وقلبه ملآن بالفرح والسرور.