[size=32]قصــة المراهق[/size]
في طفولتي كنت طفلا مهذبا مواكبا على صلاتي وحفظ دروسي ومصغيا لأمي ومعلمتي ومحرصا على سلوكي وأسمع كلام أبي.
وأقدر أخي الكبير وأحترم عائلتي وجيراني وسجلت أحداثا سارة كحصولي على جوائز تحفيزية التي لطالما حققت بها النجاح.
كنت المثل الأعلى بين كل التلاميذ وبقيت على هذا الاجتهاد إلى صف الاعدادي .
وكان حلمي أن أكون طبيبا جراح وهذا ماحفزني على متابعة العلوم الطبيعية لكن انكسر ذلك عندما غيرت التوجه إلى الآداب;لأكون مع سمية التي سحرت أولاد الاعدادية بجمالها البراق.
ولكي أكون معها توجهت شعبة لاأتقنها وبدأت أتغيب عن الفصل بعد أن رفضتني بغية أن أتير انتباهها لكنها كانت مغرمة بوائل ;أجمل شاب بالثانوية الذي يملك دراجة نارية فاخرة ويفوقني بسنتتين من الدراسة.
فالباكلوريا كانت تبدو أضخم من الجدع المشترك وفي تلك الظروف قلدته في ممارسة كرة القدم؛إلا أنه كان موهوب يتابعها بالنادي وأنا متطفل عن هذه الهواية
وركضت خلف تيار الأوهام مماجعلني أتشبت بكبار الرياضين لأكون نجما ساطعا مذكورا على كل لسان;
في حين كان ينصحني والدي كنت لاأبالي وأفتعل العراك مع أخي الكبير حتى يبتعد من مراقبتي قليلا لدرجة أني كرهته وهو يريد مصلحتي فقط
بقيت هكذا بين ممارسة الكرة قرب أبواب الثانوية والاستماع إلى الموسيقى والسهر على مشاهدةالأفلام الهندية
حتى سقطت في فخ الرسوب مرتين واسودت الدنيا في وجهي ,وبدل أن أندم انقطعت عن الدراسة ولجأت إلى ساحات رقص الهيب الهوب ومعاكسة البنات في الشارع
وكان أخي وحده من يعيل الأسرة وأنا أتسكع في الشوارع وتدخين الحشيش
وأصر بأن يأخذني إلى مصحة وبعد مدة علاج ندمت عن طيشي وترشحت بالباك الحر ;وتسجلت بملحق الدروس الخصوصية وعزمت أن أحرص على الاجتهاد ونجحت بفضل الله
وقررت أن أكون إنسان جديد وأبني مسار حياتي وتذكرت من جد وجد ومن زرع حصد