القراءة واجبة على أمة اقرأ
القراءة هي العلم. وأول ما أمرالله تعالى نبيه سيدنا محمد عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام بالعلم. وهو اقرأ. واقرأ هو مفتاح جميع العلوم الشرعية وغيرها من العلوم الأخرى التي تفيد المسلمين في دنياهم وآخرتهم.
إن الإنسان الذي تعوّد على القراءة يكون دائماً إنساناً مفعماً بالحياة لأنه يستمد من النور الذي يتلقاه من خلال القراءة الجادة في الكتب والمصادر العلمية والثقافية. هي في الواقع مصدرالإبداع وفن الحياة الخالد المتجدد والزاخر بالإمتاع. هي وسيلة لتنمية العقل والوصول إلى معرفة العلوم والآداب والاطلاع على عادات وتقاليد الأمم وثقافاتهم ، هي النور الذي يستضئ به الإنسان في دروب حياته والوصول إلى تقدم أمته لتسمو إلى معالي الرقي والعزة والمجد والكرامة . كما أنها الجهاد الحقيقي لنصرة أمتنا وتفوقها على الأمم . هي حماية أمتنا من أعدائها إذا تسلحت بنور العلم والمعرفة في جميع المجالات ، وكما قال هنري والاس أحد كبار مفكري الغرب :
" كثيراً ما تكون القراءة أقوى من أي سلاح "
إن أمة لا تقرأ هي أمة جاهلة ولن تتقدم إلا بالمعرفة والتحصيل العلمي والفكري وذلك عن طريق القراءةالجادة المفيدة .
هناك كلمة رائعة لفرنسيس بيكون أحد كبارمفكري وفلاسفة الغرب يقول : "القراءة تصنع الرجال."
قيل لعبد الله بن المبارك : إنك تحب الجلوس في البيت وحدك : قال : لست وحدي أنا مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأصحابه والأنبياء والأولياء والحكماء، يعني القراءة في الكتب، وعنه أنه قال : من أراد أن يستفيد فلينظر في الكتب ، أي يقرأ . ثم أنشد:
ولي جلــساء مـا أ مـلّ حــديثــهـم
فـهـم مـن المأمونون غيباً ومشهـدا
إذا ما اجتمعنا كـان أحسن حديثهم
معيناً علـى دفـع الهموم مـؤيـدا
يفيدونني من علمهم علم ما مضى
وعـقـلاً وتـأديبـاً ورأيـاً مـســددا
و مما يدمي القلب حسرةً وألماً أنه في إحصاء نُشر في إحدى الإحصائيات العالمية أن دار نشرأوروبية واحدة تنشر من الكتب والنشرات الأدبية والعلمية والثقافية في السنة الواحدة أكثر مما تنشره كافة دور النشر العربية . لماذا ؟ لأن دور النشر العربية لم تجد لها من يقرأ إلا القليل وهذا قصور مخيف وخطير يجب على أهل الفكر والأدب أن يعالجوه.
من أقوال كبار المفكرين عن القراءة :
المأمون :
القراءة نزهة في عقول الرجال، وتجربة ماتعة لا يكاد يهجرها من سحرته الكتب وهام بها وعشقها ، فهي سميره وحديثه ورفيقه ومحوراهتمامه .
عباس العقاد :
القراءة تطيل العمر.
قيل لأرسطو :
كيف تحكم على إنسان فأجاب اسأله كم كتاب يقرأ و ماذايقرأ.
فرانزكافكا :
القراءة مستشفى النفوس .
ت.س. اليوت :
قارئ اليوم قائد الغد .
بودلير :
إن تقرأ يعني أن تجد الصد يق الذي لن يخونك أبدا .
جان بول سارتر
إن الكتاب وهو ملقى على الرف أشبه بالجسم المّيت تدب فيه الحياة إذا ما امتدت إليه يدالقارئ .
فرانسيس بيكون :
أحيانا تكون قراءة بعض الكتب أقوى من أي معركة .
مثل انجليزي :
إن بيتاً يخلو من كتاب هو بيت بلا روح .
مثل ياباني :
كل كتاب تقرؤه تتعلم منه درساً .
أفلاطون :
القراءة مفتاح المعرفة وطريق الرقي .
كونفيشيوس :
ما من أمة تقرأ إلا ملكت زمام القيادة وكانت في موضع الريادة.
فولتير :
الذين يجيدون القراءةهم الذين سيقودون العالم.
تختلف الأسباب و الأهداف التي من أجلها يقرأ الإنسان من شخص لآخر ولكن توجد أهداف عامه قد يشترك فيها الكثير من الناس ونوجزها كالتالي:
-القراءة لطلب العلم
-القراءة لتكوين ثروة ثقافية .
-زيادة المعلومات الشرعية .
-القراءة للترويح والمتعة .
-القراءة من أجل الابتكار و الاختراع .
-القراءة من أجل الاستفادة من خبرات الآخرين .
-القراءة من أجل فهم مؤامرات الكفار .
-القراءة من أجل تقوية ملكة النقدالسليم و القدرة على الكتابه.
-القراءة لمد جسور التواصل مع الأخريين .
كيف تقرأ كتاباً؟
-التصفح السريع وذلك بالنظرإلى الفهرس لمعرفة ما إذا كانت المواضيع تستهويك أم لا .
-قراءة مقدمة الكتاب لمعرفة هدف الكاتب من تأليف الكتاب و لتتعرف على موضوع الكتاب .
-القراءة التمهيدية وذلك بقراءة أبواب مختارة من الكتاب ، وهذه القراءةتمنحك معرفة الأفكارالرئيسية .
إذاكنت مبتدئاً في القراءة فلا تشتري قبل أن تستشير .
كيف تأ لف القراءة ؟
-تكوين مكتبة منزلية .
-الاجتماع مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء على قراءة كتاب ومناقشته .
-إلغاء ( لا أحب القراءة ) من قاموس حياتنا .
-البدءبالكتب السهلة والمبسطة ثم التدرج .
-زيارةمعارض الكتب خاصة مع الأطفال .
-قراءة الكتب المشوقة .
-الاعتياد على حمل الكتاب معنا أين ماكنا في الأسفار،
- الانتظارلموعد معين.
-تعود أن تقرأ في كل مكان في الحافلة ، الطائرة، وحال التعب المتوسط و المرض الخفيف .
القراءة هي العلم.
قال تعالى : إنما يخشى الله من عباده العلماء] فاطر28,
لو لم يكن من فضل العلم إلا أنه يورث الإنسان خشية الله لكفاه فخراَ , فالعلم إن قارنته الخشية والتواضع وعدم الاستعلاء والتكبرعن الناس والتوسل به إلى الأمراء كان لك وإلا فهوعليك .
وقال تعالى : يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أُتوا العلم درجات] المجادلة 11.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماَ سهل الله له طريقاَ إلى الجنة وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاَ بما يصنع , وإن العالم يستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائرالكواكب.
وعن معاذ بن ميسرة رضى الله عنه قال : تعلمواالعلم فإن تعلمه حسنه , وطلبه عبادة وبذله لأهله قًربة, والعلم سبيل أهل الجنة , والأنيس في الوحشة , والصاحب في الغربة , والمحدِث في الخلوة , والدليل على السراء والضراء , والسلاح على الأعداء يرفع الله به قوما َفيجعلهم قادة أئمة , تبقى آثارهم , ويقتدى بفعالهم , والعلم حياة القلب من الجهل ومصباح الأبصار من الظلمة وقوة الأبدان من الضعف , يبلغ بالعبد منازل الأخيار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة , الفكر فيه يعدل الصيام , ومذاكرته القيام , وبه تًوصل الأرحام , ويًعرف الحلال من الحرام .
وقال لقمان لابنه : جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحي القلوب بنورالحكمة كما يحي الأرض بماء السماء .
وقيل: الملوك حكام على الدنيا والعلماء حكام على الملوك .
قال يزيد بن ميسرة : من أراد بعلمه وجه الله تعالى أقبل الله بوجهه ووجوه العباد إليه ومن أراد بعلمه غير وجه الله صرف الله وجهه ووجوه العباد عنه .
وقيل لبعض العلماء : كيف رأيت العلم ؟ قال : إذا اغتممتُ سلوّتي وإذا سلوت لذتي .
وقال الإمام سفيان بن عيينة : إنما العالم مثل السراج من جاءه اقتبس من علمه ولا ينقصه شيئاَ , كما لا ينقص القابس من السراج شيئاَ .
وقال الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه : العلم خيرمن المال لان العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والعلم حاكم والمال محكوم عليه ، والعلم ينمو بالإنفاق والمال عكس ذلك .
واليوم الذي يمر من عمرك دون أن تتعلم فيه شيئاَ جديداَ هو يوم ضائع منك .
وقال الشاعر :
إذا لـم يـزد عـلـم الفتى قلبه هــدى
وسيـرتـه عــدلا وأخـلاقـه حـسنــا
فـبــشـره أن الـله ألاه فــتـــنـــــــة
تغــشّـاه حــرمـانـا وتـلـقمـه حـزنـا
وقيل : شر العلماء من يجالس الأمراء ، وخيرالعلماء من يجالس الأتقياء والعلماء .
وعن الفضيل بن عياض : لوأن أهل العلم أكرموا أنفسهم وأعزوا هذا العلم وصانوه وأنزلوه حيث أنزله الله لخضعت لهم رقاب الجبابرة , وانقاد الناس لهم تبعا ً, ولكنهم أذلوا أنفسهم وبذلوا علمهم لأبنا ء الدنيا , فهانوا وذلوا, " فهذا حاصل في زمننا هذا " ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقا ل أحد الحكماء
ولوأن أهل العلم صانوه صانهم
ولــوعظموه فــي النفوس لعظمّا
ولكن أهانوه فـها نوا ودنــســــوا
محـيا ه بالإطماع حتــى تـدنـسّـا
وقال الإمام على رضي الله عنه :
رضـيـنـا قـسـمـة الـرحمـن فينا
لـنـا عــلــم وللــجــهــــال مـــال ُ
فإن الـمـال يـفـنـى عــن قريب
وإن الـــعـــلـــم بــاق لايـــــزالُ
لماذا يا أمة اقرأ لم تقرأوا مع أنكم أحق بالقراءة من الأمم الأخرى؟