--1--
قرر أن يمتطي صهوة التحدي معتبرا كل ما قيل و يقال حول تلك الرقعة المُحرمُ دخولها مجرد خرافات منحتها صيانةُ الأجيال القداسةَ, أسر ذلك في نفسه فهو يعرف أنهم ان اكتشفوا أمره سيصابون بصدمة عنيفة ,ثم ان لانت له قلوبهم سيسعون لاعادته الى ملتهم غير أنهم على الأغلب سيستبيحون دمه و ينتقون احدى اللعنات لينسبوا اليها اختفاء جثته فتصبح القلوب التي اهتزت أكثر رسوخا مما كانت عليه من قبل
--2--
اكتشفوا أمره و طاردوه الى غاية الحدود المحرم عليهم تجاوزها , ولج النفق و عادوا و هم يتنافسون في نسج أبشع نهاية له ,
في اليوم الموالي شاهدوا دخانا يتصاعد من المنطقة المُتعارف على شغورها فانبثقت احدى الأساطير من رحم الغيب , تقول أن جثة المعتدي تُحرق حتى تترمد
--3--
الدخان يتصاعد لمدة ثم ينجلي ليعود في الغد و يعانق السحاب من جديد ,لم يجدوا بُدا من التخلي عن أسطورتهم التي اهترأت مع مرور الأيام لتحل مكانها أخرى تقول أن حارس النفق ان التمس في المعتدي الجهل بما ينطوي عليه فعله يستضيفه لينتشله من العتمة
مرت أيام و فقدت الأسطورة بريقها اذ أن تأويل ما يحدث بروية الحارس لم يعد بوسعه بث الطمأنينة في قلوب الناس , قالوا أن الحارس غض البصر عن مرور المعتدي و أنه سيلبث هناك حتى يتعظ و يعلم أنه ليس له أفضل من جنب أحبائه
--4--
ازداد فضول الناس و طالبوا بمعرفة تاريخ المنطقة المحرمة , تردد بينهم أنه ليس من المعقول أن يظل المعتدي على قيد الحياة فيها لولا أنها جنة تجود عليه بما لذ و طاب و شاع أن لكل منهم نصيب فيها و ان هم لم يتحركوا سينفرد بالنعيم
--5--
تقاطر الناس الى المنطقة المحرمة ثم تدفقوا ثم تهافتوا , و لم يستطع مجلس الحكماء فعل أي شيء حيال ذلك غير أن يردموا النفق ليحصنوا أنفسهم من نسائم النعيم و ليتيسر لهم البقاء في المنطقة المنبوذة