[size=48] أمل الضحايا [/size]
سلك طريقه المعتاد لم يضف خطوة و لم يزغ عن سبيله إلى حي الصنايعية ,بعد أن تناول فطوره المعتاد بمقهى الحاج الحسن الكائن بدوار الشراردة عند مفترق طرق المجمع السكني الإقتصادي ولاد احمد . رغيف بالزبدة و كاس شاي كما دأب , و حمل حقيبة المعدات و ذهب ,طبعا لم يدفعحق الافطار لانه اعتاد ان لا يحاسب عليه النادل سعيد الا بعد عودته من نهار العمل و إيا المعلم ابراهيم الجزار . و بجيبه ما كسب ,ثمن التعب ..
.. دخولا إلى الجرنة ,بغية الإتحاق بالمعلم من أجل نقل الذبائح المسلوخة فجرا إلى المحل و من ثم استهلال صبيحة أخرى من حياة الجزارين
امتقع وجه مسعود وهو يرى صاحبه ابراهيم مضرجا في نجيعه ,يلفظ آخر ما يجمعه من أفاس مع دنيا الناس . خر على ركبتيه صعيقا من هول المنظر وهو
يولول و يتمتم لا يجد في عقله شيئا غير سؤال يطرحه كل بشر أمام المنظر الجلل للموت ,و الهول الهازم لجرم القتل .
ـمن يا معلم من ??..
ولكن هي هات أن يلفي للسؤال شافي الجواب . قضى المعلم ابراهيم نحبه و صرخ مسعود باسمه و نادى و توسل إليه ان يبقى وإياه .و طلب النجدة و قال كلمات أقرب للبكاء منها للدعاء ...
و بعد أن نزلت عليه سكينة لا يدري من أين نظر حوله و إلى يديه فإذا به يصعق بما قد صنع عن غير وعي ,لقد كان قد سحب السكين من صدر المعلم براهيم
و كان مايزال ممسكا بها و قد تشبع قميصه بدماء الضحية .
ـيا ربي اجعل لي مخرجا ,أ نت الداري بأني ما صنعت للمعلم شيئا ,و إن كان ذا قضائي فارحم اللهم تلك المسكينة و بني الرضيع من الضياع و لا تكلفهما يا رب ما لا يطيقان بعدي .
و فيما كان يردد أدعيته المرتجلة , بشفاه رطبها الدمع الذي سال من ضيق المآل و سو ء الحال ,كان قد دخل الضابط علال و مفتشان معه . و لم تخرج مسعود من خلوته لينتبه لدخولهم العنبر عليه إلا سيجارة الضابط و هي تزاحم الدمع الخارج من عينيه دخولا ,و كأنها ليس يكفيها ماهو فيه فتريد المزيد ,من الضيق و الضنك و التيه . . .
ـ لماذا ?
طرح المفتش المتوسط القامة ذو الشارب الحاد و النظرة التي تنم عن قلب قسا و تطبع بعد لين من أثر السنين التي قضاها يحقق مع الأبرياء و المجرمين ..
ـن نعم سيدي ?? !!
.. أخرج استفساره بطعم الاستنكار ,مسعود ,يدعه من حنجرته بين ركام الحزن و الذهول .
..و ما كاد ينهيه حتى زمجر, في محياه اليائس البائس, الضابط ..
ـ لماذا قتلت المعلم ابراهيم يا..
..و أوقفه دخول حازم منظم لفرقة من الرجال المهندمين ,المحيطين بواحد تقدم و يبدو من كاريزمته التي تخشع من مرآها الضابط و هو يلتف كأنه يجيب أمر آمر لما سمع ..
العميد حميد , مكتب مكافحة الإرهاب و التهريب . لقد تم اعفاءكم من الملف ,سنستلم المتهم .
ـ ولكن سيدي??
..محرجا من نظرة المفتشين تحت إمرته له حاول الضابط أ ن يقول شيئا ما و لكنه كان مخطئا بالكلام .
..ـ اخرجوا : ..قاطعه العميد بحزم أقرب للقمع منه للأمر .